التصنيف الثالث: مفبرك
“أوكرانيا ساهمت بالغزو على العراق عام 2003 وهذه الصورة دليل واضح على ذلك!”
“الاتحاد الأوروبي يقرر حجب المواقع الابـ\حية عن روسيا!”
مع كل حرب عسـ,ـكريـ.ـة، هناك حرب من نوع آخر لا تقل أهمية عنها، تبدأ قبل الأولى وتغذيها، ألا وهي الحرب الإعلامية، حيث تبدأ الماكينات الإعلامية بالعمل بأقصى طاقتها.
ومع انتشار الأخبار بشكل متسارع من الجانبين، ينتشر معها سيل جارف من الأخبار المضللة والكاذبة، وكم مهول من الفبركات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وما ذُكر بدايةً هو قطرة من فيض.
ويشارك الناس معلومات مضللة لأسباب مختلفة ينخدع فيها بعض الأشخاص معتقدين أن ما يرونه حقيقي، دون التفكير في احتمال فبركة الصور والمقاطع، أو كونها قديمة وأخرجت من سياقها.
لذا في حال صادفتم أي مقطع تشكون بصحته لا تتردوا أبداً في إرساله لي للتحقق منه ومساعدتكم للوصول إلى حقيقته، وسأكون سعيد جداً بذلك، يمكنكم ذلك من خلال صفحة تواصل معنا.
فالادعاء الأول غير صحيح والصورة مفبركة، فمن خلال البحث العكسي للصور عبر غوغل -سنخصص منشورات حول استخدام الأدوات التقنية لاحقاً- نجد بكل سهولة أن هذه الصورة انتشرت بوقت سابق ومنذ عدة سنوات وبدون علم أوكرانيا على طرف الدبابة، كما أن الدبـابـة أمريكية والجنود أيضاً أمريكان، والصورة ملتقطة خلال حرب الخليج عام 1991 وليس عندما تم غزو العراق عام 2003.
والادعاء الثاني أيضاً مفبرك حيث تم استخدام قالب الأخبار الذي تستخدمه (الجزيرة – مصر) عند نشر الأخبار وبتصفح سريع لحسابها على تويتر نجد الصورة الأصلية التي تظهر وزيرة الخارجية البريطانية مع الخبر الصحيح.
كما أن العقوبات الأوروبية لم تتضمن ذلك أبداً، وهناك من حاول استخدام الـ VPN لدخول المواقع عبر IP روسي ووجدها تعمل بشكل طبيعي.
والمحتوى المفبرك هو أي محتوى (صورة أو صوت أو فيديو) عُدل أو أُنشئ بطرق يمكن أن تضلل الآخرين، وأيضًا الصور والمقاطع التي تم التلاعب بها باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) أو التعلّم الآلي (machine learning).
والتي يُحتَمَل أن تتسبب في تضليل الشخص العادي بحيث يعتقد أن من في الفيديو قال كلمات، وهي في الحقيقة لم تُنطَق، كالمقطع المعروف الذي يظهر فيه أوباما وهو يتكلم بكلام غير منطقي وهو في الحقيقة مقطع مفبرك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي (Deep Fake).
والآن أخبروني، هل انتبهتم إلى أي محتوى مفبرك خلال الأيام الماضية؟