فكر

الكذب على مستوى الدول

“هذه الصور دليل يؤكد تدخل روسيا عسكرياً في أوكرانيا!”

استخدم عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جيم إنهوف عدة صور -ادعى أنها “حصرية”- كدليل على التواجد العسكري الروسي في أوكرانيا عام 2015.

بينما في الحقيقة على الأقل 3 صور ليست حصرية وتعود إلى أحداث أخرى لا علاقة لها بالادعاء المذكور، تجدونها في تقرير لقناة RT.

“يوجد في منطقة لا يمكن الإفصاح عنها حالياً!”

وقع التحالف العربي في اليمن أيضاً في فخ التزييف، حيث نشر المتحدث باسمه خلال فيديو مدعياً انه دليل يكشف استخدام ميناء الصليف في الحديدة في اليمن للأمور العسكرية على أنه موقع لتجميع الصواريخ، ولكن في الحقيقة المقطع مجتزأ من فيلم سينمائي اسمه “Severe Clear” والذي عُرض عام 2009.

تحقق من المقطع منصة صدق اليمنية، وتجدون أيضاً هنا التحقيق الذي يوضح التزييف المقصود:

“نشكركم على وقوفكم مع إسرائيل، ودعمكم لها في حقها في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية”

تغريدة لنتنياهو تضمنت أعلام عدد من الدول من بينها البوسنة والهرسك، للدلالة على أنها تدعم اس.ر.|.ئـيل ضد الفلسطينيين!

ورداً على ذلك أصدرت نائبة رئيس الحكومة في البوسنة والهرسك ووزيرة خارجيتها بصيرة توركوفيتش بياناً صحفياً أكدت أن بلادها تدعم فقط المبادرات التي من شأنها أن تساعد في إيجاد حل يشمل البلدين إيمانا منها بأن المفاوضات وحدها هي التي يمكن أن تحقق السلام الدائم.

كما نشر شفيق جعفروفيتش -عضو المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك- عبر صفحته “البوسنة والهرسك لا تدعم الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الأبرياء في قطاع غزة، ولن تدعم تلك الهجمات أبدا”.

استكمالاً لما بدأناه في مشوارنا في سلسلة أساس، تحدثنا فيما سبق عن الكذب بالتدريج، بدءً من الأفراد والمجتمعات ومن ثم الوكالات ووسائل الإعلام وصولاً إلى الدول.

وما سبق ذكره هو على سبيل المثال لا الحصر، فالحديث هنا يطول، والهدف هو الإشارة إلى أن الأخبار الكاذبة يمكن أن تصدر أيضاً من السياسيين والمسؤولين في بلادهم، فلا أحد معصوم.

وهناك مواسم يكثر فيها كذبهم!، فعلى سبيل المثال، نشهد خلال فترات الانتخابات -بكافة أنواعها- انتشار كبير للأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة، لدرجة أن منصات التحقق حول العالم تكون بكامل جاهزيتها وطاقتها التشغيلية للتحقق من الادعاءات التي يطلقها المرشحون في بلادهم خلال الحملات الانتخابية.

حيث من المتوقع أن يسعى جميعهم إلى كسب وجذب الناخبين حتى وإن اضطروا إلى التضليل أو التزييف، رغبةً في الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات لضمان فوزهم في هذا السباق الانتخابي.

ولهذا ظهرت “الحاجة إلى التحقق من المعلومات“، بالإضافة للمنشورة من قبل الأفراد ووسائل الإعلام.

والخطورة هنا في هذا المستوى أن هؤلاء المسؤولين يمثلون بلادهم ولا يتكلمون عن موضوع شخصي، بل في شأن دولي!، ويؤثر على مصداقية دولة بأكملها، ويشوّه صورتها ويضر بالمصالح الداخلية والخارجية لها، وهو أمر يجب على كل مسؤول أن يعرف المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وأنه يمثل شعبه لا نفسه فقط.

فلابد من التحقق وتحري الدقة في كل معلومة أو تفصيل يذكر خلال التصريحات أو المؤتمرات أو أي اجتماع رسمي، ويتجنب ذكر أي معلومة غير صحيحة، وفي حال وجود ضرورة لذكر معلومة غير مُتأكد منها يجب عليه ذكر ذلك صراحة.

وإن صدر منه أي معلومة خاطئة تضر بالمجتمع يجب أن يعتذر منها ويصححها دون تردد، فالصدق أنجى والحق (الحقيقة) أحق أن يُتبع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى