تقييم الادّعاءات
“خبر عاجل: نزل إلى السوق دواءٌ اسمه باراسيتامول P500 يحوي فيروساً يقتل خلال خمسة أيام. مصدرُ الدواء إسرائيل ويتمّ إدخاله إلى سورية عبر الأردن”
“محكمة العدل الدوليّة بلاهاي تحكم بإلغاء جميع أشكال التلقيح وإلغاء البروتوكول الصحيّ لمنظمة الصحّة العالميّة، وتضع المدير العام لشركة فايزر تحت الملاحقة القانونيّة”
“الصين سعى لإطلاق شمسٍ صناعيّةٍ تُعادل شمسنا”
الادّعاء الأول ادّعاءٌ قديمٌ وهو واحدٌ من أكثر الادّعاءات المنتشرة حول العالم، ممّا دفع العديد من الجهات الصحيّة الرسميّة إلى #نفي الخبر جملةً وتفصيلاً. كما أنّ نقيب الصيادلة في #سورية نفى الخبر مؤكّداً أنّ الأوساط الجافّة ليست مكاناً مناسباً لاحتواء الفيروسات كما يمكن تصنيع الباراسيتامول محليّاً وبأسعارٍ مقبولةٍ.
والثاني خاطئ، لا صحة له، فمحكمةُ العدل الدوليّة لم تُصدِر أيّ حكمٍ مماثلٍ. والأمر يتعلق بمحكمة العدل الدوليّة للقانون العام International Common Law Court of Justice الغير معترف بها قانونيًّا، والتي اخترعها كيفن أنيت، قِسٌّ سابقٌ أقالته كنيسته من منصبه عام 1997، لنشره أوهاماً ونظريات مؤامرة. وبالتالي، فإنّ ما صدر ويصدر عن هذه المحكمة لا قيمة قانونيّة أوتنفيذيّة له.
والأخير “الشمس الاصطناعيّة” هو #مشروع صينيّ يُعرف علميًّا بـ Tokamak”، وهو صنعُ مفاعلِ اندماج نوويّ، فهي تشبه مايحدث بشكلٍ طبيعيّ في الشمس والنجوم؛ لتوفير طاقةٍ نظيفةٍ غير محدودةٍ تقريباً مقاربةٍ للطّاقة التي تنتجها الشمس من خلال الاندماج النوويّ المتحكّم به، وهذا ما يُقصد به الشمس الاصطناعيّة وليس إطلاق نجم جديد يُشبه الشمس! ويقع مفاعل “Tokamak” الذي ما زال في طور التجارب في معاهد Hefei للعلوم الفيزيائيّة التابعة للأكاديميّة الصينيّة للعلوم.
ادّعاءات متداولةٌ بكثرةٍ في الفترة الأخيرة وجميعها غيرُ صحيح، وكلٌّ منها متعلّقٌ بموضوعٍ مختلف، فالسؤال هنا هل تُعتبر جميعُها صنفاً واحداً؟
إذا قلنا نعم فليس من الدقّة أن ننظر إليها كذلك، فهي متباينةٌ في خطورتِها وتأثيرِها على الناس. وإنْ قلنا لا فنحن بحاجة إلى وضع تصنيفاتٍ يمكن من خلالها التعامل معها بشكلٍ أفضل، وهذا ما دفع العديد من منظمات التحقّق من المعلومات إلى وضع نظامِ تقييمٍ عند الردّ على الادّعاء الذي بحثت فيه.
وتنفيذ مقياس للتصنيف يظهر بعض الإيجابيّات والسلبيّات، فالإيجابيّات هنا:
- استخدام التقييم يجعل المقالة أكثر وضوحاً للقرّاء، وسيتمكّنون من الوصول إلى هذه الحقيقة بشكلٍ مباشر وواضح.
- تقييم الادّعاءات يفرض على مدقّق الحقائق الوصول إلى نتيجة، ويكافح في بعض الأحيان للفصل في صحّة الادّعاء، وهذا بالضبط #سبب تقدير القرّاء لهذا الشكل من أشكال الصحافة.
- استخدام مقياس تصنيف يساعد على بناء العلامة التجاريّة والجمهور الخاص بك، ويميل التصنيف أيضاً إلى الانتشار بشكلٍ جيّد بين الناس على مواقع التواصل.
أمّا السلبيّات:
- قد لا تناسب تماماً بعض عمليات #التحقّق أيّ تصنيف، مثلاً ادّعاءان كاذبان قد يختلفان كثيراً عن بعضهما البعض من حيث الأهميّة، ومع ذلك يحصلان على نفس التصنيف.
- استخدام التقييم يتطلب #جهداً أكبر خلال عمليّة التحرير، ومن الأسهل بالتأكيد نشر النتائج دون تحديد التصنيف.
- وضع تصنيف للادّعاءات يمكن أن يُسبّب #انتقادات من قبل القرّاء والمستهدفين، مثل اتهام جهةٍ معيّنةٍ بأنّها تنشر خبراً مضلّلاً يتعلق بالصحّة العامة، وربما يصرفهم التصنيف عن صلب الموضوع.
كونُ المجالِ جديداً والدراساتُ فيه مازالت مستمرة، ظهرت العديد من المقاييس لتصنيفِ الادّعاءات، حسب تخصّص كلّ منصةٍ وحسب ثقافةِ المجتمع المُستهدف بحيث تكون التصنيفاتُ واضحةً للجمهور.
وكون فيسبوك هو التطبيق الأكثر استخداماً في مجتمعنا سنشرح في المنشورات القادمة بشيءٍ من التفصيل التصنيفات المعتمدة في فيسبوك وهي: صحيح – زائف – مفبرك – زائف جزئياً – ساخر – السياق غير موجود.
وهي التصنيفات التي توضع فوق المنشورات التي تحقّقت منها منصات التحقّق حول العالم.
وذلك للتمكّن منها بشكلٍ جيّد عند الردّ على الادّعاءات المتداولة على مواقع التواصل.
فابقوا بالقرب..