صفحات محلية تروج لاصطياد غزال مهدد بالإنقراض في سوريا
حماية الحياة البرية واجب على كل إنسان يعيش على هذه الأرض، وفي ظل الأزمات الكبرى التي يعيشها البشر تُهمّش وتُنسى الأزمات التي تعصف بالكائنات الحية الأخرى .
انتشر بشكل كبير في اليومين الماضيين على الصفحات المحلية خبراً عن اصطياد صغير غزال في ريف طرطوس.
بمتابعة البحث حول حقيقة الادعاء نصل إلى مجموعة (هواة الحياة البرية في سوريا) نشر فيها أحد الجوالة الصورةَ الأصلية، وهي صورةٌ لصغير غزال اليحمور السوري أمسكه في جبال مصياف، وتركه ليعود إلى أمه حينها، الأمر الذي لم يوضحه ناشرو الادعاء، فبدا كما لو أنه اصطاده واستفاد من لحمه وجلده!
علماً أن غزال اليحمور البري من أبرز الأنواع المهددة بالإنقراض في سوريا، فهو النوع الوحيد من فصيلة الأيائل التي بقيت في سوريا بعد انقراض أيل بلاد الرافدين ومن قبله الأيل الأوروبي، وسبق أن تواجد في غابات القلمون على جبال لبنان الشرقية إلا أنه انقرض منها الآن!
تداول هذه المنشورات يشجع بعض الجهلة وأصحاب الوازع الأخلاقي الضعيف على البحث عن حيوانات برية غير مألوفة وصيدها سعياً للشهرة والظهور على الصفحات المحلية.
المجموعة المذكورة تعتبر من أفضل المجموعات السورية -وحتى العربية- في هذا المجال، مدارة من قبل خبراء ومختصين يسعون إلى التوعية حول الحياة البرية، والتعريف بالحيوانات البرية المتواجدة في منطقة بلاد الشام.
استفدت منها فعلاً خصوصاً فيما يتعلق بالأفاعي وأنواعها وكيفية التفريق بين السامة وغير السامة، والأهم من ذلك كيفية التعامل معها ومع غيرها من الحيوانات البرية.
قد يظن البعض أن في الموضوع مبالغ فيه، وهذا إن دل فهو يدل على أنانيتهم وعدم مبالاتهم بغيرهم، فهذه الكائنات لها حق في الحياة على الأرض التي ولدت فيها، وإيذاءها جريمة تنكرها الأديان ويعاقب عليها القانون.
فلا بد للجميع لكل واحد منا القيام بدوره في الحفاظ على البيئة والمساهمة في نشر التوعية، فالأمر سيعود بالفائدة علينا كبشر في نهاية المطاف.