فكر
أخر الأخبار

مكافحة الأمية الإعلامية.. حاجة ملحّة في سوريا الجديدة

ليس كل من سمى نفسه صحفياً هو #صحفي بحق
ليس كل من تكلم بالسياسة هو محلل #سياسي بحق
ليس كل من نقل الأخبار هو #إعلامي بحق

الأزمات المتتالية التي عصفت بالسوريين على مدار السنوات الماضية كشفت حجم #الأمية_الإعلامية في بلدنا بل وزادت من انتشارها في ظل غياب شبه تام للاهتمام الحكومي والشعبي بها على حد سواء، وتتكشف معالم هذه الأمية من حين إلى آخر بنماذج متنوعة في حياتنا اليومية.

فعلى سبيل المثال، لا يزال الآلاف من السوريين يتابعون ويصدقون كل ما يصدر من تيك توكرز – حتى وصف يوتيوبرز لا يليق بهم – من أفكار وتحليلات وتخمينات لا تمت للواقع بصلة، أمثال سمير متيني Samir Matini و نضال معلوف Nedal Malouf وغيرهما ممن صدّر نفسه للحديث عن القضايا السياسية المتعلقة بالشأن السوري، وهو لا يملك من علم السياسة أساسياته.

وهذا الأمر ضار بشدة وإن بدى ظاهره نقد جيد أو “مزاح سياسي”، إلا أن ما يتكون من معتقدات وأفكار على طول المتابعة يترسخ في ذهن المتلقي شاء أم أبى، فالعقل لابد له من التأثر بالمدخلات أياً كانت، ومع الوقت تتأثر آلية التفكير أو “ماكينة العقل” -إن صح التعبير- وبالتالي تصدر مخرجات من طبيعة المدخلات، فإن كانت خيراً فخير، وإن كانت شراً فشر.

وهذا يعطي تلميحاً يفسر نهي الله عز وجل المؤمنين عن مجالسة أهل الباطل عند خوضهم في باطلهم، ولو كان الإيمان راسخاً في صدور المؤمنين، فلا يأمن الإنسان الفتنة ما دام حياً، وسيتأثر بقولهم شاء أو أبى، قال تعالى:

وبدت ملامح أخرى من الأميّة الإعلاميّة في منشور متداول لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، التي نشرت نبأً على حسابها الرسمي على #فيسبوك دخول الوحدة الغازية الأولى بمحطة كهرباء السرير حيز الخدمة، وعلى الرغم من وضوح اسم الصفحة الموثقة، فقد غص #المنشور بتعليقات السوريين الآملين بتحسن وضع الكهرباء كلٌ حسب منطقته، والبعض بدأ ببناء استنتاجات ما أنزل الله بها من سلطان، والمنشور أصلاً عن #ليبيا لا عن #سوريا !

ما سبق وغيره يؤكد على ضرورة الاهتمام بمكافحة الأمية الإعلامية في سوريا على نطاق واسع، بدعم وتشجيع وتمويل #المبادرات والنشاطات المحلية، بالإضافة إلى إنشاء جهات رسمية #متخصصة بمكافحة التضليل بكافة أنواعه، وإطلاق حملات توعوية حكومية لرفع سوية الوعي الجمعي السوري في سبيل الحد من انتشار الأمية والتخفيف من مخاطرها، هذا على المدى القريب.

أما على المدى البعيد فيتكون لدى #الشعب مناعة تحفظه بعون الله من كافة محاولات #التضليل التي تستهدفه من الداخل أو الخارج.

والبلد الآن في مرحلة #التأسيس، فلا بد من هدم ما شاب من أفكار ومعتقدات بالية من تركة النظام البائد، وبناء #وعي جمعي سليم أساسه #التفكير_النقدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى