هل حوى كتاب الصف الثاني الابتدائي في الإمارات قصة عن جار يهودي؟
سأتكلم اليوم عن ادعاء متداول وانتشر بشكل واسع سابقاً، وكثيرين وقعوا بفخ التضليل مع أنه كان من المفترض ألا يقعوا فيه.
ورد في الادعاء أن كتاب الصف الثاني الابتدائي في منهاج الإمارات تضمن قصة عن جار يـــهــودي جديد قادم من تل أبيب، في إشارة إلى سعي الإمارات إلى ترويج التطبيع عند الأطفال والطلاب الصغار
في هذه الحالة كيف يمكننا التحقق من هذا الادعاء؟
أتوقع أنكم فكرتم بالبحث عن المنهاج الاماراتي والاطلاع على كتاب الصف الثاني للتأكد من وجود هذه القصة، هذا فعلُ صحيح، وبالفعل ببحث بسيط على google وصلت لنسخة من المنهاج الإماراتي للعام الدراسي 2021/2022 وطالعت نفس الصفحة الظاهرة بالصورة المتداولة (الصفحتين 14-15) وكما هو متوقع لم تكن تشبهها ولم أرَ أي أثر للقصة المزيفة، سواء بالمجلدين الأول والثاني للفصلين الدراسيين
وأجريت بحثاً في فيسبوك عن هذا الموضوع، ووجدت انتشاراً له في السنة الماضية (على الأقل)، وخصوصاً بين الفلسطينيين، وخطر في بالي خاطر، هل من الممكن أن يكون له علاقة بالمنهاج الفلسطيني؟!
بحثت عن المنهاج –أيضاً عبر Google- ولنفس الصف والفصل وإذا بي أفاجأ بالتشابه الكبير بين الصورة المتداولة والمنهاج سواء بالأشكال والتصاميم وحتى أسلوب الكتابة.
عدت للفهرس فلم أجد هذه القصة، ولنفس الصفحة أيضاً لأجدها مختلفة تماماً وتتحدث عن موضوع آخر تماماً.
وهنا زادت شكوكي بالقصة وكنت على مقربة من اليقين بأن هناك تزوير فيها، فليست في المنهاج الفلسطيني الأصلي الذي وصلت له.
صرت أتتبع التصريحات الرسمية من الحكومة الفلسطينية في هذا الخصوص، إلى أن وصلت لبيان نشرته صفحة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية (صفحة موثّقة) بتاريخ 14 تشرين الأول 2018، وهنا الحقيقة:
كان البيان يتكلم عن اكتشاف كتب مزورة روّجها “الاحتلال” ونشرها في المدارس الخاضعة لسيطرته (مدينة القدس خصوصاً)، فكان يطلق حملات التشويه والتزوير لتشويه الوعي الجمعي وضرب المنهاج الوطني حسب التصريح، خلال الفترة التي كانت الوزارة التابعة للحكومة الفلسطينية توزع الكتب المدرسية على الطلاب في كافة أنحاء البلاد.
نستخلص مما سبق الآتي: هذا البحث استغرق مني ساعة واحدة للوصول إلى الحقيقة، لأنني علمت كيف أسير في بحثي من البداية:
انطلقت أولاً أنظر إلى المصدر الأصلي، هل فعلاً وردت فيه هذه القصة؟ الجواب لا
بما أن الموضوع متعلق بفلسطين، هل يحتوي المنهاج الفلسطيني على هذه القصة؟ بالتأكيد لا، ولكن يجب أن تكون لديك صورة كاملة عن كل التفاصيل المتعلقة بالخبر، لذا لابد من الاطلاع عليه.
هل هناك تصريح رسمي يوضح الموضوع الذي أبحث فيه؟ نعم يوجد
هكذا تتضح عندي الصورة وأعرف قبلما أنشر إذا كان المحتوى المرغوب بنشره صحيح أم لا، وخصوصاً في هكذا مواضيع مثيرة للضجة والحقد بين المجتمعات.
برأيكم، هل توجد طرق أخرى نقدر من خلالها التحقق من الخبر غير الطريقة التي أوردتها هنا؟